القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

اتفاقية سايكس بيكو المعاهدة السرية لتقسيم الدول العربية

اتفاقية سايكس بيكو

لبدا أن تكونوا قد سمعتهم باتفاقية سايكس بيكو الموقعة في 16/05/1916 وأنها كانت نقطة البداية لتقسيم جزء كبير من بلاد المسلمين وتحويلها إلى أقطار مجزئة تتنافس و تتصارع فيما بينها، هذا صحيح نسبيا لكن التقسيم الفعلي بدأ قبل ذلك بكثير.


هناك مناطق استقلت عن الدولة العثمانية في مطلع القرن 19 :


  • جنوب اليمن عام 1839.
  • الهند الإسلامية عام 1859.
  • مصر عام 1882.
  • سواحل الخليج العربي ( الإمارات و قطر ) عام 1820.


صارت هذه المناطق اما تحت الإحتلال البريطاني او الإحتلال الفرنسي أو الإحتلال الإيطالي.

مناطق الاحتلال البريطاني و الايطالي و الفرنسي
مناطق الاحتلال البريطاني و الايطالي و الفرنسي

هذه الاتفاقية لم تكن أولى مؤمرات التقسيم ولا آخرها لكن من خلالها نجح الأوروبيون على المدى الطويل في القضاء على الدولة العثمانية تمهيدا للإحتلال المباشر، ثم لم يخرجوا من المنطقة إلا بعدما تركوها مقسمة على الحدود التي رسموها.


في الماضي كانت التقسيمات بين الإمارات المتحاربة تنشئ عن الطمع في التوسع و السلطة ولم تصل إلى حد الفصل بين الشعوب ومنع التنقل بين المدن أو إختراع هويات مزيفة باسم الأمراء و السلاطين، أما بعد سايكس بيكو أصبحت بلادنا دولا مستقلة لكل منها نظام حكم وعلم مختلف و جنسية وصارت لهذه الأوطان هويتها المزيفة ووطنيتها الجاهلة.


في الماضي كان المسلم اخو المسلم كالبنيان المرصوص إذا تعرض بلد للاحتلال جاءه الدعم من بقية بلاد المسلمين و اليوم يتعرض الناس للقصف في سوريا و يحاصرون في غزة ويرابطون وحدهم في المسجد الأقصى ثم يقال إنها شؤون دول مستقلة ولا يحق لدولة آخرى التدخل فيها.


بالعودة إلى البداية كانت إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية التي امتدت أراضيها إلى 3 قارات بلغت أوج قوتها في عهد السلطان سليمان القانوني وكانت متعددة القوميات بحكم اتساعها الكبير وكما هي سنة التاريخ بدأت هذه الدولة في الانهيار في مطلع القرن 19.


كان محمد علي يزداد نفوذا مع أولاده حتى قرروا تحدي السلطان العثماني واستقلوا بحكم ولاية مصر و السودان مدى الحياة، ثم انشغلت الدولة بسلسلة من الحروب و الفتن و الثورات وكان للجمعيات السرية دور كبير في بعضها وبدعم من الروس و البريطانين و الفرنسيين نجح التمردون في الانفصال في صربيا و اليونان، كما كانت الدولة العثمانية غارقة في الديون وكان الدائنون ألد أعدائها الذين ينتضرون أي فرصة للقضاء على العثمانيين.


توالت الإظطرابات الطائفية في حلب و دمشق و جبل لبنان وانتهزت فرنسا وروسيا الفرصة لتدخل بحجة حماية النصارى و أم من هذا كله الفساد الذي ينخر اجهزة الدولة و الظلم الذي كان يوقعه بعض المسؤولين على الناس، حتى اكتملت عوامل السقوط من الداخل وحانت ساعة التقسيم.


تقسيم الدولة العثمانية

البداية في مصر 1882م  سارع الإنجليز لوضع أيديهم عليها ثم احتلوها بالكامل فهي في قلب العالم الإسلامي كما أنها تفتح طرق التجارة نحو مستعمراتهم في الهند، سعر الفرنسيون بالخطر ووجدوا في بلاد الشام مكانا مناسبا لمنافسة الإنجليز فتصدى لهم السلطان عبد الحميد الثاني الذي كان داهية لا يستهان به وحاول إستعادة قوة بلاده لكن بعد فوات الآوان.


اندلعت الحرب العالمية الاولى وتمكن الطلائع العلمانية و الماسونية في حزب الإتحاد و الترقي من إقحام الدولة العثمانية في الحرب إلى جانب الألمان فأعلنت روسيا و فرنسا و بريطانيا الحرب على العثمانيين ووجد الإنفصاليون العرب فرصتهم في الحرب و ظنوا أن الغرب هو الذي سوف ينصرهم لتعود الخلافة من إسطنبول إلى الحجاز.


وكان المقدم السير فنسنت آرثر هنري مكماهون الممثل الأعلى لملك بريطانيا في مصر على اتصال مع مع شريف مكة الحسين بن علي الهاشمي و أول من نادى باستقلال العرب من حكم الدولة العثمانية ومؤسس المملكة الحجازية الهاشمية خلال الحرب العالمية الأولى واعدا إياه بمساندته على إنشاء مملكة على مناطق يتفقون عليها من أرض الحجاز و بلاد الشام.


لكن بريطانيا خانت الحسين حتى أنها حكمت عليه بالنفي لاحقا ولم يكن يعلم شيءا عن التقسيم شأنه شأن العرب إلا بعد إنقلاب الشيعيون في روسيا على الحكم القيصري وكشفهم للمؤامرة.

وعد بلفور وعد من لا يملك لمن لا يستحق

على مدار عام كامل تفاوض الروس و الفرنسيون والإنجليز في القاهرة على إقتسام ما تبقى من الدولة العثمانية وفي النهاية وقعوا على اتفاقية القاهرة السرية في مدينة بطرسبورغ الروسية وهي التي عرفت لاحقا بـ اتفاقية سايكس بيكو.


لم يضيع الإنجليز الوقت فلم تمر حتى سنة واحدة حتى أصدر وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور وعده الشهير بمنح فلطسين للصهانية و أرسله إلى زعيم الطائفة اليهودية في بريطانيا اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد.

وعد بلفور وعد من لا يملك لمن لا يستحق


وسرعان ما احتل الجنرال البريطاني إدموند ألنبي القدس عام 1917م مما ساعد على تثبيت خطوط المنافسة مع الفرنسيين فجأت اتفاقية سان ريمون في العام التالي لتعديل بنود اتفاقية سايكس بيكو ولمنح حق انتداب سوريا وجبل لبنان الى فرنسا وحق انتداب الأردن و فلسطين والعراق الى بريطانيا.

اتفاقية سان ريمون


 وفي عام 1923م ألغت معاهدة لوزان اتفاقية سيفر وتأسست الجمهورية التركية العلمانية بحدودها الحالية ومع مصادقة عصبة الأمم عام 1922م على الاحتلال الفرنسي و البريطاني لبلاد المشرق العربي تحت مسمى الانتداب.


مقالات ذات  صلة  : هارون بن مشعل .. المغربي الذي حاول يأسس دولة يهودية في المغرب


بدأت الحركة الصهيونية بتحويل وعد بلفور إلى واقع وإقامة دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.


تعليقات