هل سبق لكم و أن سمعتم بصحابي من الجن ؟
هل تعلمون أنه كان هناك أكثر من 5 صحابة من الجن وليس من الإنس؟
ربما تكون قد سمعت هذه المعلومة لأول مرة، تابعوا معنا للتعرف على قصة الصحابة من الجن.
قبل أن نبدأ لنتعرف على معنى كلمة الصحابة، على حسب رأي العلماء الصحابي هو الشخص الذي عاشر النبي صلى الله عليه والسلم ومات على الإسلام.
وكلنا نعلم عن الصحابة الكثير وقصصهم مليئة بالعبر ويقدر عددهم ب 114 ألف صحابي عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ونصروه وكان آخر واحد توفي فيهم هو أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني توفي عام 108 هجرية.
لكن ما لا يعلمه كثير من الناس أن أولائك ال 114 صحابي كانوا 5 منهم من الجن الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وماتوا على الإيمان بالله ونبيه.
قصة الصحابة من الجن
كان الجن قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يسترقون أخبار السماء، كانوا يصعدون للتصنت على التعليمات التي كانت تعطى للملائكة كما ذكر في القرآن الكريم :
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا
فلما أوحي لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، منع الله سبحانه الجن من استراق السمع لكي لا يسترقوا السمع للقرآن ويضيفوا له من أنفسهم ويخبروه للسحرة الذين يسخرونهم ويلتبس الحق بالباطل.
فالذي حدث أن السماء ملئت بالشهب الحارقة فإذا كان احد من الجن يريد استراق السمع تعرض له شهاب من نار.
هذ الحدث الغريب و الجديد حير كبار السحرة و المردة والأهم حير إبليس وأتباعه.
هنا إبليس سيأمر جنوده و أتباعه بالإنتشار في الأرض كاملة ويبحثوا عن السبب العظيم الذي ملى السماء شهبا و منعهم من إستراق السمع.
ومن بين الجن الذين تكلفوا بالمهمة فئة رفيعة المستوى عند إبليس من قرية نصيبين الموجودة بين الشام و العراق.
بحث الجن الكثير حتى وصلوا لوادي النخلة الموجود بين مكة و الطائف وهنا كانت الصدفة، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسير لسوق عكاظ هو ونفر من الصحابة ووقفوا في ذلك الوادي للصلاة الفجر.
النبي صلى الله عليه وسلم ونفر من الصحابة في وادي خالي معهم الله ونفر من الجن رفيع المستوى يبحث عن النبي الجديد.
توضا عليه الصلاة والسلام وبدأ يصلي بالجهر وبدأ يقرأ صورة الرحمن ولما وصل لآية " فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " إهتز الجن.
وفي نفسة اللحظة التي كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن كان الجن يستمعون لهذا الكلام العظيم الذي لم يسبق لهم أن سمعوا مثله من قبل حتى أن سيدهم كان يأمرهم بالسكوت ويقول أنصتوا ومن الفضول الذي إنتابهم كانوا يصعدون على بعضهم للإقتراب من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى :
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا
كان عدد الجن تلك اللحظة اللذين يستمعون للقرآن كما ذكرت الروايات ما بين 3 و 9 وآمنوا كلهم وكان سيدهم أو كبيرهم اسمه زوبعة كما ذكر ابن حجر، أما الجن الذي رجع لقومه لإخبارهم بما حصل إسمه الأرقم رضي الله عنهما.
قال تعالى :
وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ
وكانت هذه قصة الصحابة من الجن.
قصة اجتماع الرسول مع الجن
للإضافة فالنبي صلى الله عليه وسلم سيلتقي بعدها ب جن نصيبين وسيتحدث معهم لكن هذه المرة لن يسمعه أولئك التسعة فقط بل سيحظر قومهم جميعا وهذه القصة مشهورة مروية عن ابن مسعود رضي الله عنه.
قال ابن مسعود أن نبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه أمرت أن أتلو القرآن على الجن، فمن يذهب معي ؟ فذهب معه عبد الله ابن مسعود و انطلقوا حتى وصلوا إلى شعب أبي دب فخطى النبي صلى الله عليه وسلم خطا بمعنى أن النبي رسم خط أو دائرة في الأرض و أمر عبد الله ابن مسعود أن لا يتجاوزه مطلقا، وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم وحده وبدأ يقرأ القرآن فغشيته عجاجة سوداء أي غبار أسود ولم يستطع بعدها رؤيته أو سماعه، حتى أن إبن مسعود بدأ يشعر بالخوف على نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم قال النبي : هل رأيت شيئا ؟ قال :نعم رأيت رجالا سودا مسثتفري ثياب بيض فقال : أولئك جن نصيبين، فسألوني الزاد فزودتهم العظم و البعر، فلا يستطبن أحدكم بعظم ولا بعر..بمعنى أن الجن طلبوا الأكل من رسول الله فأعطاهم العظم و البعر.
إقرا أيضا : كتاب ملائكة نصيبين
فإن العظام طعام الجن، ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما رواه مسلم في صحيحه أن الجن سألوا رسول -صلى الله عليه وسلم- الزاد، فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه، يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم. وما في سنن الترمذي مرفوعاً: لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن. صححه الألباني.