 |
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)
في البداية السحر تعلمه البشر من الشياطين في العهد التاني من الأرض، فبين الله الحقيقة وبرأ سيدنا سليمان من الكفر واظهرلنا إن السحر علمته شياطين بابل للبشر في زمن انتشر فيه السحر على أوسع نطاق.
فالشرط الأساسي في تعلم السحر هو أخذ العهد مع الشيطان وازدراء الأديان، وبعدها بيكون باستطاعة الشخص تسخير الجن بكل سهولة..
لكن وقتها يكون مطروداً من رحمة الله..
حكاية كتاب شمس المعارف..!!
اسم الكتاب هو (شمس المعارف ولطائف العوارف) وهو مُصنف كأقوى كتاب سحر على مر التاريخ، ففي بدايتة تقول إنه كتاب ديني لأن مقدمته بتقول :
"بسم الله الرحمن الرحيم ولله الأسماء الحسني والصفات العُلى فالعرش له حرف الألف والكرسي له حرف الباء وزحل والكواكب شُركاء الملكوت"
ما دخل زحل والكواكب بالكرسي والعرش وهاته أشياء مقدسة تخص الله سبحانه وتعالى، ومن هنا تدخل على اول فصل في الكتاب وهو باب الحروف وما يقابله من من الأرقام إسمها علوم الوفاق..
كتاب يحتوي على كم مهول من الطلاسم والعزايم لتحضير وصرف الجن والمرده بطُرق كفرية بحته..
الكتاب منسوب من غير اي إثبات لشهاب الدين أحمد بن علي بن يوسف البوني المالكي، وهو صوفي جزائري من مدينة بونة بالجزائر..
بحسب الروايات التاريخية إن "البوني" عاش في القرون الوسطى الوسطى وتحديداً في زمن الحروب الصليبية وبطشهم على الدول العربية، عاش من الزمن 102سنة، أفنى حياته في الترحال واستكشاف البلاد واكتساب الخبرات من الثقافات والحضارات السابقة..
من النادر أن تجد مصادر تتكلم عن حياته، ولكن بعض المصادر تصفة بأنه شخصية انعزالية وانطوائية، وعُرف عنه إنه لم يتزوج ولا مرة، ولم تكن لديه اي رغبة في تعليم تلاميذ أو توصيل علمه للناس، ومن الاماكن الي مكث فيها "البوني" فترات كبيرة (مصر والمغرب وتونس والعراق والقدس) وتوفي في ظروف غامضة في مصر سنة 1225م..
كتاب شمس المعارف كتاب رائد في السحر والتنجيم ومليئ بالطلاسم بشكل مفزع ومخيف..
والسؤال هنا.. من أين أتى البوني بهذه الوصفات السحرية كلها؟!
وصفات لم تكن مذكورة قبله ولا كانت متفرقة لكي يجمعها ولا حتي كانت سرية لكي يعلنها وهذا الكلام بشهادة أهل السحر .
مضمون الكتاب موجود فيه أنماط سحرية غير مألوفة لعصره ولا حتى العصور التي بعده، والافتراض المنطقي الذي فسره السحره أنهم قالوا إن الجن والشياطين هم اللذي أملوا محتوى الكتاب على "البوني" ..
وعلي حسب رواة عصره قالوا إن البوني كانت بتخاطبه الحروف فيعرف منها منافعها ومضارها.. والله أعلم..
الكتاب أطبع أول مرة سنة 1895م في بيروت وكان بيحتوي على 577 صفحة والي جَمعه وطبعه هو الصوفي اللبناني (عبدالقادر الحسيني الادهمي) و زود عليه أربع فصول بقلمه كتعليق منه على الكتاب..
فصول كتاب شمس المعارف
والكتاب تم منعه وتداوله لفترة كبيرة، وليظهر بعدها بنسخه خاضعة للتعديلات ومُحرفة و يحتوي على ٢٠ فصل وهم:-
الفصل الأول : في الحروف المعجمة وما يترتب فيها من الأسرار والإضمارات.
الفصل الثاني : في الكسر والبسط وترتيب الأعمال في الأوقات والساعات.
الفصل الثالث : في أحكام منازل القمر الثمانية والعشرين الفلكيات.
الفصل الرابع : في أحكام البروج الاثنى عشر ومالها من الإشارات والارتباطات.
الفصل الخامس : في أسرار البسملة ومالها من الخواص والبركات الخفيات.
الفصل السادس : في الخلوة وأرباب الاعتكاف الموصلة للعلويات.
الفصل السابع : في الأسماء التي كان النبي عيسى يحيي بها الأموات.
الفصل الثامن : في التواقيف الأربعة ومالها من الفصول والدئرات.
الفصل التاسع : في خواص أوائل القرآن والآيات والبينات.
الفصل العاشر : في أسرار الفاتحة ودعواتها وخواصها المشهورات.
الفصل الحادي عشر : في الاختراعات والأنوار الرحموتيات.
الفصل الثاني عشر : في اسم الله الأعظم وما له من التصريفات الخفيات.
الفصل الثالث عشر : في سواقط الفاتحة ومالها من الأوفاق والدعوات.
الفصل الرابع عشر : في الرياضات والأذكار والأدعية المستجابات المسخرات.
الفصل الخامس عشر : في الشروط اللازمة لبعض دون بعض في البدايات إلى شموس النهايات.
الفصل السادس عشر : في أسماء الله الحسنى وأوفاقها النافعات المجريات.
الفصل السابع عشر : في خواص كـهـيـعـص وحروفها الربانيات الأقدسيات.
الفصل الثامن عشر : في خواص آية الكرسي وما فيها من البركات الخفيات.
الفصل التاسع عشر : في خواص بعض الأوفاق والطلسمات النافعة.والتسخير والتحضير
الفصل العشـرون : في سورة يس ومالها من الدعوات المستجابات
المتخصصين في الروحانيات والسحر ينصحون دايماً من يقرأ الكتاب يقرأه بقلبه ولا ينطق بأي حرف بلسانه، لأنهم يعتقدوا بأن بمجرد نُطق الصيغ والوصفات المذكورة بصورة صح او غلط ممكن يحضر جن أو شياطين ويحصل ما لا يُحمد عُقباه..
والنُسخ المنتشرة حالياً ما إلا نُسخ مُزيفة لكن فيها بعض الطلاسم الصحيحة..
كتاب شمس المعارف بُنى على مزيج عجيب من المعلومات المفهومه والغير مفهومه من شعوذة وتسخير الجن، وقالوا أهل العلم في الحُكم على الكتاب بأنه خليط بين الأدعية والاذكار والقرآن والتوسلات بأسماء الله الحسنى وبعض العلوم الغريبة وبيتم ترتيبهم في أشكال هندسية بشكل محدد وطقوس محددة..
ولهذا الكتاب مُحرم شرعاً لانه بيخلط بين أمور الدين والسحر لتضلليل الناس بأنه كتاب خير وبركات..
ذكر "البوني" في كتاباته حكاية عثوره على مخبأ سري تحت الأهرامات وكان مليئ بالبرديات المتعلقة بأمور السحر الي كان بيمارسوه الكهنة في عصور المصريين القدماء..
وأخيراً، السحر الأسود بيتم ممارسته من فجر التاريخ وبكافة وسائلة الكُفرية وكأنه ميراث بتتوارثه الأجيال من بعضها وبنفس الطرق والطقوس وحتى لو اختلفت أسماء الشعوب واسماء الكتب..
عزيزي القارئ، هل أحمد بن علي البوني كان فعلاً ساحر استطاع ان يجمع وصفات سحرية من ثقافات متعددة؟!
أو ساحر استطاع عن طريق الشياطين والجن تأليف كتاب يحتوي على أشد وصفات وطلاسم السحر؟؟!.