بداية ننوه إلى أن جميع القصص التي دارت حول هذا الكتاب لا يصدقها العقل البشري، لكن ذلك لا يلغي أنه كتاب موحود وترجم الى عدة لغات و أثارت قصته و قصة صاحبه الجدل ولانه في عالمنا غالبا ما تبنى الأساطير على بعض الحقائق وما خفي منها كان أعظم.
في هذا المقال نطلعكم على كتاب العزيف ونترك لكم حرية تصنيفه
كتاب ارعب الملايين و أمر الفاتيكان باحراقه كل نسخة، صنف على أنه الكتاب الاكثر شرا في التاريخ و البعض قالوا أنه كتاب سحر و شعوذة و اخرون وصفوه بأنه كتاب تاريخ لا أكثر و اختفى فجأة من كل دول العالم ولم تكن نهاية صاحبه أقل غرابة من نهايته.
كتاب العزيف : ما هي حقيقته؟
العزيف من أخطر الكتب على الإطلاق كاتبه يمني يدعى عبد الله الحظرد، يعرف كتاب العزيف باسم نيكرونوميكون أما إسمه العزيف ويعني باللغة العربية صوت الحشرات في الليل الذي كان العرب يربطونه قديما بأصوات الجن و المخلوقات الغير مرئية.
لكنه له ارتباطات آخرى مثيرة للجدل فكلمة العزيف مرتبطة باسم اله عبد قديما اسمه بيلزبوب وتبنت اليهودية هذا الاسم على أنه اسم على كبير الشياطين أو الشيطان بذاته، وهومذكور في سفر المزامير اليهودية و بالإنجليزية ترجم الكلمة على أنها الرعب الليلي .
البعض زعموا على أن العزيف كان مجرد كتاب تاريخي أكثر منه كتاب للهواة من السحرة، إلا أنه لم يخلوا من الطلاسم و اللغات الغريبة و الصور المرعبة التي ادعى الحظرد أنها صور حقيقية لمن قابلهم خلال رحلته.
الرعب بين السطور
يعرف العزيف بأنه كتاب السحر الأكثر رعبا على الإطلاق فهو مليء بالأسرار و طقوس التي يمكن أن تدفع القارئ الى حافة الجنون، كما يحتوي كتاب العزيف على كثير من الطلاسم و اللغات الغير مفهومة والتي قال مؤلفه أنها لغة الجن و المخلوقات القديمة.
كما أنه أيضا يحتوي الكثير من الصور المرعبة و التي ادعى أنها صور حقيقية للجن و مخلوقات أخرى تحدث الكتاب على أنها عاشت قبلنا على كوكب الأرض ويوما ما ستعود لاسترجاع كوكبها الذي استولى عليه البشر.
إقرأ المزيد : كتاب شمس المعارف الكبرى كتاب السحر والشعوذة.!!
كذلك ذكر أن 20 شيطانا في الزمن القديم تزوجوا من بنات الإنس و انجبوا منهن ذرية قتلت ودمرت و أفسدت و أن الطوفان العظيم جاء لتطهير الأرض منهم، أيضا وصف بعض المخلوقات من الجن منها ملك المقبرة وهو من النوع المؤذي لأنه يتغذى على خوف الإنسان ويملك جسم إنسان ورأس ثور وقرنا كبيرا وسط رأسه، أيضا ذكر الغيلان وهي مخلوقات بنيتها قوية وذات قدرات خارقة.
كذلك تحدث الكتاب عن الجافون وهو من الشياطين في الأساطير العربية بينما يعده التراث الكنسي الغربي ملاكا طرد من الفردوس.
كتاب العزيف ترجم لعدة لغات وأمر الفاتيكان بإحراق كل نسخة المترجمة وحرم بيعه وتداوله ويقال أن هناك نسخة وحيدة موجودة منه في مكتبة الفاتيكان، لكن الأمر الأغرب أن أحدا لم يجد النسخة العربية، النسخة الانجليزية الحالية تنسي بالى كاتب الرعب و الغموض الأمريكي هوارد لافكرانت ولا أحد يعرف إطلاقا مصير النسخة الأصلية من الكتاب.
أسوأ يمني في التاريخ
عبد الله حظرد هو شاعر يمني ظهر حوالي عام 700 ميلادي وكان شاعرا مشهورا جداً يعتبره اليمنيون من فحول الشعر في ذلك الوقت، لكنه أراد أن يدخل عالم السحر و الشعوذة فأطلق عليه لقب العربي المجنون ووصف بعد ذلك بأنه أخبث و أسوء شخصية في تاريخ اليمن، يقال أنه زار خرائب بابل وجاب العالم كله تقريبا، ثم قضى عشرة أعوام بمفرده في صحراء الربع الخالي.
كان حظرد يجيد عدة لغات استخدمها في ترجمة المخطوطات القديمة، أما لقبه مجنون العرب فكان لأنه تكلم في كتابه العزيف أن أشياء عجيبة منها أنه رأى مدينة إرم ذات العماد وهي مدينة النبي هود عليه السلام المذكورة في القرآن الكريم، كذلك زعم أنه قابل الجن و الشياطين و الكائنات القديمة و تعلم منها السحر و أسرار الموتى و خفاياهم، أيضا قيل أن الحظرد عبد الشياطين
ولم تختلف نهايته كثيرا عن نهاية كتابه إذ يقال أنه وجد مخنوقا في حفرة وكثرة الأساطير حول طريقة مقتله بينما من قال أن آثار الخنق على عنقه تدل على أن الفاعل لم يكن من البشر وبينما من ادعى أن الشياطين عاقبت الحظرد في نهاية حياته لأنه استخدم السحر بشكل سيء.
ورغم أن قصة الكتاب كلها قد تكون خيالية و غريبة إلا أن الغريب أنه مذكور لدى مؤرخين مثل المؤرخ العربي ابن خلكان وأنه ترجم للغات عديدة وقد حوله الروائي الأمريكي لافكرافت إلى رواية إنجليزية، أيضا ظهرت أفلام رعب أجنبية كثيرة استوحت قصتها وشخصياتها المرعبة من رسومات هذا الكتاب و أيضا تحدث الكاتب المصري أحمد خالد توفيق في روايته العلامات الدامية عن قصة كتاب العزيف و أسراره.
وأنت برأيك هل وجد هذا الكتاب وكاتبه حقا ؟ أم أنه مجرد أسطورة و أكذوبة لا علاقة لها بالواقع و التاريخ؟