عام 1973 تعرض بنك كريديت بانكينغ بمدينة ستوكهولم إلى عملية سطو مسلح غريبة من نوعها، فبعد أن احتجز اللصوص عددا من موظفي البنك رهائن ستة أيام متواصلة، صار الرهائن متعلقين عاطفيا بخاطفيهم، حتى أنهم أرادوا الهروب معهم ورفضوا التعاون مع الشرطة بعد انتهاء الأزمة، بل دافعوا عن مختطفيهم.
حالة أسماها المختص بعلم الجرائم و الأمراض النفسية نيلز بيجيروت "متلازمة ستوكهولم".
اشتهرت التسمية عالمياً عام 1974 بعد حادثة اختطاف مسلحين ثوريين ابنة أحد الأثرياء من كاليفورنيا تدعى "باتي هيرست".
أبدت باتي تعاطفا مع مختطفيها وشاركتهم إحدى عمليات السطو بعد القبض عليها قال محامي الدفاع إنها قد خضعت لعملية غسيل دماغ وكانت تعاني مما يعرف بمتلازمة ستوكهولم.
صار هذا المصطلح دارجا لتفسير مشاعر لا منطقية تكنها الضحية للمعتدي نتيجة للصدمة التي مرت بها، هو ترابط عاطفي قوي بين طرفين أحدهما يسيطر على الآخر و يشعره بالخوف.
يفسر أخصائيون هذا التضامن بأنه إحدى الطرق للدفاع عن الذات، فالضحية تعتقد تحت وقع الصدمة أنها أن تعاطفت مع المعتدي ستحمي نفسها منه.
البداية تكون بحالة رعب شديد تستبد بالضحية تمر بعدها إلى استسلام كامل للمعتدي تجنبا لأذاه، حين يبدي المعتدي بعض العطف على الضحية المستسلمة يحفز ذلك الشعور بالامتنان له، فيغدو أمنها في نظرها معلقا به.
إقرأ أيضا : لماذا تأتينا أفضل الأفكار في الحمام ؟.. إليك الأسباب وراء ذلك.
هذه السمات النفسية تتولد في العلاقات الشخصية لدى الزوجات المعنفات، خاصة اللواتي تترواح مشاعرهن بالشريك المؤذي بين الخوف الشديد و التفهم و التعاطف و النقمة على من يحاول تخليصها من العلاقة المدمرة.
تبرز هذه المتلازمة أيضا في الأنظمة القمعية التي يرهبها الأفراد و يهابونها و يعيشون مع بطشها و يقبلون الظلم ويجدون المبررات والمسوغات لقمع الحاكم المستبد.