آل كابوني أشهر و أخطر زعيم مافيا
من هو زعيم المافيا الأمريكي الذي قتل وسرق ولم يقبض عليه إلا في قضية تهرب ضريبي ؟ وكيف تحول هذا الرجل إلى نجم أشهر من نجوم هوليوود وحول شيكاغو إلى قلعة من قلاع الجريمة المنظمة ؟
هذا المقال عن أسطورة المافيا الأمريكية جابرييل آل كابوني الملقب بعدو الشعب رقم واحد.
الجريمة و الغموض هاتان العلامتان الأهم في حياة ألفونسو جابرييل آل كابوني، أشهر زعماء المافيا الأمريكية، العلامتان التي جعلته أسطورة مخلدة في عالم الجريمة المنظمة، رغم أنه لم يكن أضخم أو أخطر رجال المافيا، لكن كان ومزال أشهرهم على الإطلاق.
والده هو جابرييل كابوني حلاق إيطالي قرر الهجرة من إيطاليا لأمريكا كغيره من الإيطاليين بحثا عن حياة أفضل له و لأسرته، وفعلا وصل نيويورك سنة 1893، و عمل حلاقا هناك وسنة 1899 ولد ألفونسو وكانوا ينادونه بآل اختصاراً للإسم.
نشأته على عكس ما يتوقعه الناس لم تكن لها علاقة أو لها توجه نحو الإجرام ، لم يكن أبوه مجرما أو لديه أما قاسية أو غيرها من الأمور التقليدية هذه التي تدفع المرء للإتجاه نحو الإجرام، هي أسرة عادية ولم تكن مفككة حتى، أسرة مكونة من أب وأم و تسعة أبناء يعيشون حياة طبيعية في ضواحي نيويورك، لكن آل لم يعجبه الأمر وظهرت ميوله العدوانية و الإجرامية وهو لا يزال صغيرا، عندما كان لديه 14 سنة طرد من المدرسة بعدما صفع مدرسة على وجهها وهذه كانت ختامه مع التعليم وبدايته مع الإجرام.
حاول آل كايوني العمل في أعمال شريفة كبيع الحلويات وتجليد الكتب، لكن عالمه الشديد بعالم العصابات و الجريمة خلاه يسعى لتحقيق حلمه وينضم إلى عصابة، يعني آل كابوني واخد الإجرام عن حب، وأخيرا حقق حلمه و إنظم لعصابة إسمها النقاط الخمسة وعمل حارس ملهمى ليلي بإحدى النوادي التي كان يمتلكها زعيم العصابة فرانك يالي.
وفي إحدى المشاجرات أصيب آل كابوني بندبة عميقة في وجهه لم يرح آثرها إلى يوم وفاته، وهذا السبب بكونه معروفا ب scarface أي الوجه ذو الندبة.
قانون الصمت
هو القانون الذي يحكم رجال المافيا، وهو الذي أنقذ آل كابوني من السجن بتهمة قتل رجلين لعدم وجود شهود عن الجريمة، معنى هذا القانون باختصار أن عصابات المافيا يصفون حساباتهم مع بعضهم البعض يقتلون بعضهم كما يريدون لكن لا يبلغون عن بعضهم أبدا للشرطة أو عن أي جريمة تقع، ومن يخالف قانون الصمت يبقى مصيره الموت المحتم.
سنة 1921م آل كابوني جرح شخصا من العصابة المنافسة جروحا عميقة فقرر زعيم عصابة النقاط الخمسة أن على آل كايوني أن يرحل لشيكاغو إلى أن تهدأ الأمور.
هذه النقلة كانت بالنسبة لكابوني هي بداية الصعود لقمة عالم المافيا، وفي خلال أربع سنوات فقط أصبح الزعيم المطلق لمنظمة شيكاغو الإجرامية خلفا لرجل العصابات المقرب ليه جوني توريو الملقب بالثعلب، الذي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة دفعته للعودة لإيطاليا.
آل كابوني أثبت جدارته فإرادات المنظمة في عهده وصلت ل 100 مليون دولار في السنة هذا المبلغ في عشرينيات القرن الماضي كان يعد ثروة طائلة، جمعها كلها من الأعمال الغير مشروعة كالقمار و الدعارة والخمور في فترة حظر الخمور في أمريكا مابين 1920-1933مإشتهر آل كابوني في فترة الحظر بسيطرته على أجزاء كبيرة من عالم الجرريمة في شيكاغو، وطبعا نفوذه السياسي زاد من الخلال الفساد المنظم وأصبح مسيطرا على مؤسسات القانون في شيكاغو، وكانت عصابة آل كابوني تعمل دون مساءلة قانونية.
مع ذلك كان آل كابوني يقدم الكثير من التبرعات للمؤسسات الخيرية، لدى إشتهر بين ناس بكون نصير الفقراء وشبهوه بروبين هود ومحبيه كانوا يبررون أعماله الإجرامية بكونه يأخد من الأغنياء ويعطي للفقراء، لكن هذه الصورة لم تستمر كثيرا خصوصا بعدما كثرت الصراعات بين العصابات وأصبح يأخذ ضحيتها العديد من الأبرياء وسمعته تلطخت بالدماء.
ولأن المال والفساد السياسي دوما يمشيان مع بعضهما، كان آل كابوني سببا في نجاح المرشح الجمهوري ويليام هيل طومسون في الانتخابات البلدية بشيكاغو سنة 1927م وقيل أنه دعم الحملة الانتخابية لطومسون ب 250 ألف دولار، بالإضافة لكون رجال آل كابوني كانوا يحمون مراكز الإقتراح يوم الإنتخابات، وسميت هذه الإنتخابات بقنبلة الأناناس في إشارة لأعمال النف التي حصلت خلالها وراح ضحيتها أكثر من 15 شخصاً.
وفي سنة 1929م حصلت في يوم عيد الحب أبشع مدبحة شاركت فيها عصابة آل كابوني في ذلك اليوم تنكرت العصابة بأزياء رجال الشرطة وهجموا على وكر لعصابة ثانية وقتل سبعة منهم، كل هذا ساهم في نفور الناس منهم وأسموه عدو الشعب رقم واحد.
من قتل إلى دعارة و غش وبيع خمور و غسيل للأموال وكل الجرائم التي تخطر على البال آل كابوني إقترفها كلها، ورغم هذا التاريخ الطويل في عالم الجريمة لم يسجن ولم يحاكم ولو لمرة، ويوم دخل للسجن كان بسبب قضية تهرب ضريبي سنة 1931م وحكم عليه ب 11 سنة سجنا.
ودخل سجنا فيدراليا في ولاية أتلانتا وإستطاع عبر دفع الرشاوي للحراس وسجانين أن يعيش عيشة الملوك في السجن و إستمر في إدارة العصابة من داخل السجن، إلى أن قررت الحكومة الأمريكية نقله لأصعب السجون على الإطلاق وهو سجن الكاتراز وهناك تعامل معه كمسجون ومجرم حقيقي لأول مرة وإنقطعت اتصالاته بالعالم الخارجي.
وعندما بدأت تظهر عليه أعراض مرض السفلس الذي أهمل علاجه عندما أصيب به في شبابه السلطات الأمريكية أطلقت سراحه سنة 1939م، ليقضي المدة الباقية له من حياته في بيته إلى أن توفي سنة 1947م.
عندما كان آل كابوني يسأل عن أعماله الإجرامية كان يقول دوما أنه مجرد رجل أعمال يعطي للناس ما يردون، و أن كل ماقام به هو مجرد تلبية لرغبات الجمهور.