ما هو غسيل الأموال
اذا كنت تاجر مخدرات أو تاجر سلاح مهرب سلاح أو لديك شبكة دعارة دولية و أرباحك تأتي على شكل نقود ورقية، لو كنت موظفا حكوميا وتتقاضى رشاوى ضخمة تأتيك في محفظة سفر على شكل عملات أجنبية ومحلية، وغيرها من الأمور الذي قد يفعلها المرء ليصبح معه أموال طائلة للقيام بما يريد، لكن هذه الأموال الطائلة قد تلفت نظر إليك وتجد جهة رسمية أو رقابية تسألك من أين لك هذا.
ليكتشفوا فجأة أن أعمالك غير مشروعة وتسجن لأنه ليس منطقيا أن تجني 10 مليون دولار من صفقة مخدرات أو تجارة أعضاء وتذهب لوضعهم فالبنك، فالبنوك تسأل عن مصادر الأموال وتأخذ منك بيانات التي تضعك أمام أجهزة أمنية و رقابية، التي لن تمر عليهم مبالغ كبيرة مرور الكرام فيبقى الحل هو غسيل الأموال.
غسيل الأموال
غسيل الأموال مصطلح معناه أن الأموال التي تأتي من مصادر غير مشروعة تدخل في القنوات الشرعية بعد سلسلة من الإجراءات تحولها إلى أموال مشروعة، وبالتالي قد تم غسلها.
قد تظن أن مصطلح غسيل الأموال هو مصطلح رمزي لكن في الحقيقة نقود المخدرات كانت تغسل فعلا، لأنها نقود مرت على أيدي مدمنين إلى أيدي موزعين وصولا إلى تاجر المخدرات وتكون هذه الأموال قد تلوثت بالمخدرات ورائحتها رائحة المخدرات، ولكي لا يفضح أمرهم كانت ترش بمطهرات أو تبخر وتكوى وترصف في رزم من أجل أن تذهب للبنوك نظيفة.
ليست كل الدول تتبع نفس الأمر حول تتبع مصادر الأموال، في دول متساهلة أو كانت متساهلة في هذا الموضوع.
بابلو إسكوبار أشهر تاجر مخدرات في التاريخ كان يكسب حوالي مليون دولار كل 5 دقائق من تجارة الكوكايين، وكان يخبئ نشاطاته في كولومبيا في شركة سيارات أجرة مشروعة ومعلنة، دفعات الشركة كانت تكتب فيها هذه الأرباح مهولة وتدخل القنوات الشرعية بشكل عادي، رغم كون شركته كانت تمتلك 3 سيارات أجرى فقط، لكن كولومبيا في الثمانينيات كانت متساهلة في أمر الرقابة، لذالك لم تكن هناك مشكلة بالنسبة لإسكوبار.
لكن لو كان إسكوبار مواطنا أمريكيا ولديه رقم ضمان إجتماعي ونظام ضريبي محكم كالنظام الأمريكي الذي لا يمرر دولارا أمريكيا واحدا دون معرفة مصدره، لن يكون باستطاعته القيام بعمل شركة سيارات أجرة فاشلة ويبرر بها أرباح بمليارات الدولارات.
إسكوبار كان سيحتاج عملا شرعيا بمليارات أكثر بكثير من التي كان يكسبها لكي يستوعب أرباحه الخرافية ويدخلها في المنظمة الشرعية للأموال، وهنا سنتعرف على نمط أكثر تعقيدا لغسيل الأموال الذي يسمى تبيض الأموال.
تبيض الأموال
كانت قديما طريقة نافعة وتشتغل بشكل مميز وتغسل أموال طائلة بوقت قصير، وهي أنك تهرب الأموال الغير مشروعة بعملة عالمية كالدولار الأمريكي وتقوم بإيداعها فالعديد من البنوك خارج البلد الموجود بها، والأفضل اذا قمت بإيداعها في بنوك من التي تحافظ على سرية البيانات كبنوك سويسرا و سنغافورة، هاته البنوك تقوم بسلسلة تحويلات كبيرة من بنك إلى آخر إلى أن تصب في حسابك في بلدك على هيئة تحويلات صغيرة تحت مسمى مثلا أنك تعمل كمستشار مالي لشركة بطاطا في الموزمبيق، وأن هذه الشركة ترسل لك عمولاتك شهريا على حسابك مقابل استشارتك القيمة.
هذه الطريقة كل يوم تصبح أصعب من اليوم الذي سبقه كون دول العالم أصبحت تتعاون مع بعضها أكثر حول هذه التحويلات البنكية خوفا من نقل الإرهابيين للأموال من بلد للآخر ويمولوا بها أعمال إرهابية.
يعني زيادة التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب صعب مهمة غسيل الأموال على تجار المخدرات لدى إظطروا إلى استخدام طرق جديدة لغسيل الأموال.
كيف تتأثر اقتصاديات الدول بغسيل الأموال
أولا هناك أموال تخرج خارج البلاد بالتأكيد، وغالبا بعملات أجنبية وهذه كارثة للبلد التي ستخسر رصيدها من العملات الأجنبية.
ثانيا إن النظام المالي للدولة ستكون به كمية من الأموال أكبر من حجم الأعمال المشروعة بالدولة، وعندما تكون السيولة أكبر من حجم الأعمال تسمى تضخم، غسيل الأموال واحد من أهم الأسباب المؤدية للتضخم وانهيار قيمة العملة.
ثالثا إن غسيل الأموال يعني أصلا أنه يوجد لديك مجرمين بالبلد لا تستطيعون سؤالهم من أين حصلوا عليها وممكن أن يستخدموا هذه الأموال بكل سهولة في تمويل أنشطة إجرامية كتمويل للعصابات المنظمة و شبكات الإرهاب وتتحول إلى رشاوى لموظفي الدولة لتسهيل أعمال غير مشروعة.
رابعا الإستتمارات الأجنبية لا تدخل بلدانا بها غسيل أموال كبيرة كونه لا توجد صناديق إسثتمارية أو بنوك تريد العمل في بلدان لا تعلم قيمة الأموال التي تدخلها أو تخرج منها، الإسثتمار الأجنبي لا يحب الاشتغال في بلد اقتصادها خفي.
هذه كانت لمحة مبسطة عن غسيل الأموال وتابعياته