يستمع الآلاف الشباب المغاربة و الجزائريين لـ موسيقى الراي هذه الموسيقى الجميلة ظهرت في الثمانينيات من القرن الماضي يختلف المغنيون و تختلف الجنسيات إلا أن المغنين الجزائرين يعدون الأشهر والأكثر انتشارا.
ومن أشهر المغنين الجزائرين الشاب خالد الذي نال شهرة واسعة في سنوات الأخيرة و الشاب مامي وأيضا المرحوم شاب حسني الذي اغتيل عام 1994 على يد متشددين إسلاميين، والشاب بلال معشوق المغاربة.
هل موسيقى الراي جزائرية أم مغربية؟
السؤال برسم منظمة اليونسكو لأن الجزائر قدمت في عام 2016 ملفاً لإدراج موسيقى الراي ضمن قائمة التراث العالمي الغير مادي عندما شعرت بأن المغرب سيتقدم بنفس الطلب، لكن الجزائر فيما بعد سحبت الطلب، لأن وزيرة الثقافة قالت بأن هناك أخطاء تقنية موجودة في الملف ولم يكن له حظوظ في الفوز فضلوا الانسحاب و إعادته كي لا يقابل بالرفض.
هي قالت خلالا دون توضيح ماهية هذا الخلل، فقالت قناة الشروق و استنادا إلى وثيقة لليونسكو أن الإطار الجغرافي للملف غير واضح.
إقرأ أيضا : كيف ظهرت موسيقى الراب؟
موسيقى الراي عرفت في المغرب و الجزائر في المناطق الغربية من الجزائر منتشرة هناك و أيضا في أقصى شرق المغرب، المنطقة الحدودية بينها، ففي الجزائر تشير مجموعة من البحوث أن الأصل هذه الموسيقى مدينة وهران والموسيقى البدوية القديمة، ثم بعد ذلك تحولت إلى مايعرف ب البوب راي في سبعينات القرن الماضي وصولا لجيل الراي الشباب بداية من الثمانينات الذي مكن هذا الفن من الوصول للعالمية.
وفي الجانب الآخر بالمغرب أشاروا إلى أن فن الراي هو امتداد لثقافة شعبية للمجتمعات المغاربية على حد سواء، ويعد من رواد هذه الموسيقى في المغرب الشاب عمرو الشاب رزقي و ميمون الوجدي و أسماء عديدة غيرهم.
لماذا لجأت الجزائر إلى منظمة اليونسكو لتصنيف هذه الموسيقى باسمها؟
في أغسطس الماضي عبر رئيس جمعية وجدة فنون عن رغبته في تقديم طلب للمنظمة واعتبار الراي موسيقى مغربية، رئيس الجمعية هو نفسه منظم المهرجان الدولي لـ موسيقى الراي السنوي بوجدة.
يجب القول أيضا أن هذه الرغبة لم تتبع بأي طلب رسمي من الرباط، لكن وزارة الثقافة الجزائرية سارعت بعد 6 أشهر.
في عام 2013 عاشت الجزائر جدلا واسعا بعد منح المغرب الجنسية المغربية للشاب خالد بقرار من الملك محمد السادس، هذا بعدما استقر الشاب خالد بالمغرب.
فن الراي ليس فقط ما اختلف عليه الجزائريون و المغاربة أمام اليونسكو، مثلا طبق الكسكس الشهير في بلدان شمال إفريقيا أحد أبرز الموروثات التي اختلفت عليها البلدان، انتهت اليونسكو إلى اعتبار الكسكس تراثا عالميا في المغرب و الجزائر و تونس وموريتانيا، فهل تلجأ المنظمة إلى حل مماثل لهذا؟
فن الراي هو فن مغاربي مشترك، عرٌفه الجزائريون أكثر من المغاربة للعالم، ومشكلته كمشكلة الكسكس تماما، فالمغاربة عرفوه للعالم أكثر من الدول الآخرى.