من منا لا يعرف شخصية جحا؟ تلك الشخصية الكوميدية التي ضحك على نكاتها الصغار و الكبار ونسب لصاحبها الكثير من القصص وتميز جميعها بخفة الظل والحكمة والبراعة في الوقت نفسه.
ولكن شخصية حجا أعقد مما تتخيلون فهو ليس شخصا واحداً، بل إن امما كثيرة الأتراك والعرب وحتى بعض الأوروبيين ينسبونه لأنفسهم وبسببه ثارت مشاكل سياسية بل وعقدت جلسات للبرلمان التركي.
فمن هو جحا ؟ولماذا كل هذا الخلاف حوله ؟
في الواقع ليس هناك جحا واحد، فعند العرب بعرف حجا بأنه أبو الغصن دجين الفزاري، أما عند الاتراك فهو نصر الدين هوجا الذي عاصر المغول والتقى جنكيز خان، أما عند الفرس فهو مالا نصر الدين وفي مالطا هو جاهان وفي إيطاليا هو جوبا.
وكل أمة من هذه الأمم تدعي أن حجا يخصها فيما بقي من يسمون بجحا في الأمم الأخرى هم شخصيات مزورة.
بكل الاحول كل من ذكرناهم رغم اختلاف أصولهم يتميزون بنفس الشخصية بأن صاحبها يدعي الحماقة بينما هو شديد المكر و الدهاء، فضلا عن تطابق صورهم خصوصا أن لكل واحد منهم حماراً، غالبا ما يذكر في أي قصة تروي عن صاحبه.
تطور الخلاف بين الدول المختلفة لدرجة تدخل منظمة اليونسكو في الأمر والتي حسمت الجدل بأن حجا هو نصر الدين هوجا التركي وقد نسبت أغلب الروايات التاريخية عن حجا لذلك الرجل.
العجيب أن حجا استمر بإضحاك الناس حتى بعد موته ففي مدينة أكشهير التركية حيث ذفن يزور الأشخاص ضريحه باستمرار حتى بات معلما سياحيا، لكن على عكس نت يزورون بقية الموتى فإن كل من يقترب من قبره عليه أن يضحك لأن سكان المدينة يعتقدون أن يزور القبر و لا يضحك ستحل عليه مصيبة ما.
حجا لم يتسبب بمشاكل بين الدول على هويته فقط فوصل الامر لأزمة سياسية بسببه فقد قامت وزارة التعليم في تركيا بطباعة كتاب عن حجا وتوزيعه على طلاب المدارس الأبتدائية ويتحدث الكتاب عن عن نصر الدين هوجا المتزوج من إمرأتين هما ليلى و جيران يحاول حجا العدل بينهما وتدور بينهما قصة طريفة.
ذلك الكتاب أثار حفيظة بعض الأحزاب الدستورية التي رأت في القصة مخالفة لقوانين البلاد والتي تمنع الزواج من أكثر من زوجة ووصل الأمر بأن وصل الخلاف للبرلمان التركي وكادت الامور أن تتطور لأزمة سياسية لا تخلوا من الطرافة.
هنالك العديد من القصص و الطرائف المتداولة حول جحا هل تعرف إحداها؟ شاركنا بها في التعليقات.
تعليقات
إرسال تعليق