من هم المرتزقة؟

من هم المرتزقة؟

 لا يقاتلون من أجل أخلاق أو عقيدة أو وطن، المال هو الدافع الوحيد لقتال المرتزقة و أسيادهم من يدفع أكثر، أما البرتوكول الأول للعام  1977م الملحق باتفاقية جنيف الموقعة في 1949م يعتبر أول وثائق القانون الدولي الإنساني التي عرفت المرتزقة.


المرتزق هو أي شخص يجند محليا أو في الخارج ليقاتل بنزاع مسلح، يشارك مباشرة في الأعمال العدائية  لتحقيق مكسب شخصي وهو ليس من رعايا أطراف النزاع ولا متوطنا بإقليم يسيطرون عليه ولا عضوا في القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع أو موفدا رسميا من دولة ليست طرفا في النزاع كعضو بقواتها المسلحة. 


ويعتبر العسكري الفرنسي بوب دينار أحد أشهر المرتزقة في العالم وشارك في عدة انقلابات بإفريقيا وفي اليمن إبان الستينات بل وطلبت حكومة فرنسا منه رسميا الإطاحة برئيس جزر القمر عام 1977م لإعلانه الإستقلال، فقام بذلك وبعدها أطاح أيضا بالرئيس الذي خلفه بعده بعام.

مرتزقة ليبيا

عاد المرتزقة للأخبار بعد أن ورد تحديد مصيرهم في أهم بنود اتفاق تم التوصل له في نوفمبر 2020م لإنهاء الصراع حول شرعية الحكم في ليبيا بعد عشر سنوات من اندلاع ثورة عام 2011م التي أطاحت بمعمر القذافي وكان المرتزقة جزءا منها، ففي بدايتها تناقلت فيديوهات مصورة و تقارير عالمية منها تقرير لمؤسسة أوفرسيز ديفيلوبمنت إنستيتوت البريطانية البحثية المستقلة : استعانة القذافي بهم لترهيب شعبه عن المضي في ثورته.


وصدر عام 2019م تقرير عن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أكد وجود الآلاف منهم مكنوا أطراف النزاع على السيادة من خوض المعارك وقتال الخصوم و أبرزها حكومة الوفاق وقوات الجنرال خليفة حفتر.


وقال رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا أحمد عبد الحكيم إن جميع الأطراف بالبلاد متورطة في الاستعانة بأطراف ممولة، ويقضي الاتفاق بسحب القوات و المرتزقة على اختلاف جنسياتهم من خطوط التماس نحو بنغازي و طرابلس قبل البدء بترحيلهم خارج البلاد.


من هم المرتزقة؟


ظاهرة المرتزقة في الحروب قديمة جدا ينتمون عبر التاريخ إلى المهمشين من البشر سواء كانوا فقراء أو معدمين أو محاربين نظامين مسرحين من الخدمة العسكرية، همهم الأساسي هو إرضاء من يأجرهم شيمتهم البطش لأنهم لا يتمتعون بأخلاق المقاتلين دفاعا عن وطن أو قضية.


وأول تاريخ وجودهم موثق بمصر القديمة يعود لعام 2500 ق.م تقريبا وأطلق عليهم إسم "هابيرو" وهو مشتق من اللغة الأكادية و يعني النهب و السرقة وكانوا حسب المخطوطات مجموعة من الآسيويين يتجولون في بلاد الشام بحثا عن الرزق في أي مصلحة وعرفهم الفرس و من بعدهم الرومان و القرطاجيون و البيزنطيون الذين استعانوا بهم لمساعدتها على القتال ضد الأتراك  وعرفتهم أوروبا لاحقا و استخدمت الآلاف لشن الحروب الصليبية.


وفي القرن الـ19 استعانت فرنسا بـ30 ألف مرتزق لاحتلال الجزائر عام 1830م ، وخلال القرن الماضي استخدمتهم المخابرات المركزية الأميركية والشركات الأمنية الخاصة في حرب فيتنام.


ويقدر الباحث باسل يوسف النيرب في كتابه "المرتزقة جيوش الظل" عدد المرتزقة الأجانب في العراق بما بين 15 و20 ألفا، تحت مسميات مختلفة مثل الشركات الأمنية والحماية وغيرها، منهم ما بين خمسة آلاف إلى عشرة آلاف من جنوب أفريقيا، وأضاف النيرب في كتابه الصادر عام 2008 أن عدد منظمات الارتزاق في العالم يزيد على 300 ألف منظمة.


 وفي أيامنا لم يعد تجنيدهم قاصرا على الدول أو القادة العسكريين الرسمين بل بدأ الأمر يتحول إلى بيزنيس تديره شركات خاصة منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي جميعها تعتمد على المرتزقة ويتقاضى أفرادها الذين يتمتعون بالحصانة رواتب عالية.


تعليقات