لماذا رواتب لاعبي كرة القدم خيالية ؟ خاصة لاعبي الدوري الممتاز، سؤال قد يراود البعض فور سماع المبالغ الطائلة التي تدفع لنجوم كرة القدم من قبل الأندية التي يلعبون لها و التي تتجاوز رواتب قادة ورؤساء دول بكاملها.
على سبيل المثال :
البرغوت الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة الإسباني، يتقاضى راتبا سنويا قدره 72 مليون دولار أمريكي، وصنف بذلك لاعب كرة القدم الأعلى أجرا في العالم لعام 2020 بحسب مجلة فوربس.
الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي يتقاضى هو الآخر 70 مليون دولار أمريكي من ناديه، ولا ننسى أجور الصفقات و الإعلانات التي يظهر فيها نجوم كرة القدم والتي تتجاوز ملايين الدولارات.
في المقابل يتقاضى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وهي الدولة الأقوى في العالم 400 ألف دولار سنويا فقط وهو أجر متواضع مقارنة برواتب نجوم كرة القدم، فلماذا يتقاضى لاعبو كرة القدم كل هذه الأجور؟
هذا ما سنحلله في هذا المقال على المستوى الإقتصادي واحكم بنفسك بعيدا عن انتمائك الكروي وقرر ما إذا كان هؤلاء النجوم يستحقون هذه الأجور أم لا ؟
ببساطة يمكنك القول إن رواتب لاعبي كرة القدم كلها تعتمد على العرض والطلب، في الطلب على النجوم المحترفين عالمي خاصة في عالم كرة القدم الذي يعد واحدا من أشرس الأسواق تنافسا، في المقابل العرض قليل مقارنة بالطلب ونقصد بذلك أعداد المحترفين في الدوريات الممتازة وتعتبر أعدادهم قليلة مقابل الطلب العالي عليهم، فيؤذي ذلك إلى ارتفاع اجورهم .
لنوضح الصورة أكثر :
في بريطانيا وحدها يتدرب 1.5 مليون شخصا سنويا أملا في الإنضمام إلى صفوف المحترفين إلا أنه و في النهاية يقع الإختيار على 180 لاعبا فقط منهم، وهذا ما نقصده بالأعداد القليلة للمحترفين، إذا الطلب عالي لكن المعروض قليل وبذلك ترتفع قيمة المعروض أي أجورهم.
في المقابل المنفعة متبادلة اللاعبون المحترفون أصحاب الجماهيرية الكبيرة يجذبون الأنظار إلى أنديتهم و يزيدون من شعبيتها مما يجذب المزيد من الرعاة و المشجعين للأندية التي يلعبون في صفوفها وبالتالي ترتفع قيمة حقوق البث التلفزيوني و العائدات التجارية و التسويقية للبطولات التي تنتمي إليها هذه الأندية.
خلال موسم 2017-2018 حققت البطولات الوطنية الأوروبية عائدات تجاوزت ال17 مليار دولار بحسب تقرير شركة ديلوات للخدمات و الإحصاءات المالية و بالتأكيد يحصل نجوم الأندية على جزء من هذه العائدات لأنهم أحد أسبابها أصلا وهو سبب آخر يبرر أجورهم الخيالية.
لا ننسى الأدوار المهمة التي لعبتها كرة القدم في التأثير على الدول، اقتصاديا تساهم الأندية المحترفة في تنشيط اقتصاد دولها، فإسبانيا كسبت الموسم الماضي قرابة 3,214 مليار يورو من وراء فريق برشلونة الذي أسهم بدوره في خلق ما يزيد عن 31,475 فرصة عمل وفقا لشركة (PWS) الاستشارية .
أما سياسيا فكرة القدم أصبحت أيضا ظاهرة اجتماعية تؤثر على علاقات الدول و سياساتها وهناك مايعرف اليوم ب "ديبلوماسية الرياضة" تضع فيها الدول خلافاتها وحروبهم جانبا من أجل الإستمتاع بمنافسة فرقها على البطولات ولعل هذا هو سبب وراء مقولة " خلي روحك رياضية ".
الآن برأيك هل يستحق نجوم كرة القدم أجورهم الخيالية ؟