الرجال الأحرار هذا ما تعنيه كلمة الأمازيغ و قد وردت هذه الكلمة في النقوش المصرية القديمة و المؤلفات اليونانية و الرومانية، فمن هم الأمازيغ؟
الأمازيغ هم أقدم شعب في شمال إفريقيا يذكره التاريخ، تمتد جغرافيا الأمازيغ من البحر الأبيض المتوسط في شمال القارة وصولا إلى جنوبها في الصحراء الكبرى، تعيش أغلب نسبة منهم في الجزائر و المغرب منذ آلاف السنين.
تجمعهم الهوية و الثقافة و اللغة المعروفة ب تمازيغت، من ضمن الأمازيغ مجموعات فرعية عديدة ( الشلوح،شناوة،صنهاجة،زوارة،الشاوية...) كما تضم عدة لهجات منها ثلاثة في المغرب مثلا : لهجة الريف، لهجة سوس و لهجة الأطلس المتوسط، ولهم علم ثقافي يوحدهم يضم ثلاثة ألوان هي الأزرق و الأخضر و الأصفر و تشير كلها أماكن وجودهم إضافة إلى حرف الزاي بالأمازيغية الذي يرمز لهويتهم.
ولهذا الشعب تقويم زمني خاص بهم ففي التاريخ الأمازيغي نحن الآن في عام 2970، حيث يرجع إحياء رأس السنة الأمازيغية إلى 950 قبل الميلاد وهي السنة التي استطاع فيها الملك الأمازيغي شيشنق الانتصار على ملك الفراعنة رمسيس الثالث و تأسيس في مصر أسر فرعونية أمازيغية.
ماهو تاريخ الشعب الأمازيغي؟
اشتهر الشعب الأمازيغي دوما بالقتال من أجل الحفاظ على الهوية و اللغة المستقلة، فبحسب معهد واشنطن تاريخ الأمازيغ يمتد إلى أكثر من 3000 سنة و لذلك فقط اختلطوا بشعوب عديدة منهم الفينيقيون و اليونانيون كما خالطوا المصريين القدماء و العرب، لكن خلال القرنين 19 و الـ20 قسمت أفريقيا و تم استعمارها من قبل فرنسا و إسبانيا و إيطاليا و بريطانيا، حينها ناضل الأمازيغ من أجل مقاومة الإستعمار للحفاظ على ثقافتهم و لغتهم الأصلية.
وبعد انتهاء الاستعمار الأوروبي رسميا شاركوا في بناء دول الاستقلال ثم انتظم بعضهم في أحزاب و منظمات و جمعيات تعمل لدعم القومية الأمازيغية.
وبدأت في الجزائر الحركة الثقافية الأمازيغية التي نظمت تظاهرات و احتجاجات للاعتراف بعدد من الحقوق، اندلع أشدها في مارس 1980م في منطقة القبائل و تعرف باسم الربيع الأمازيغي، ومن بعدها تشكلت منظمات عديدة رفعت عدة مطالب أخرى منها جعل لغتهم من ضمن اللغات الرسمية المعتمدة في البلاد.
في عام 1994م اعترف الملك الحسن الثاني ملك المغرب بأهمية الثقافة الأمازيغية في المغرب و بالحاجة إلى تعليم اللغة في المدارس مع تنامي النشاط الثقافي.
تم اعتماد اللغة الأمازيغية لغة رسمية في المغرب إلى جانب العربية منذ 2011م وتم ترسيمها في الدستور الجزائري عام 2016م.
بقيت الأمازيغية راسخة في ذاكرة التاريخ كواحدة من أبرز و أقدم الهويات الثقافية.