سبارتكوس : العبد الروماني و المصارع، وزعيم ثورة العبيد الشهيرة

سبارتكوس : العبد الروماني و المصارع، وزعيم ثورة العبيد الشهيرة

سبارتكوس : العبد الروماني و المصارع، وزعيم ثورة العبيد الشهيرة
ليام مكنتاير صاحب شخصية سبارتكوس

اعتمد الاقتصاد الروماني على الزراعة و الحرب، كان المواطن الروماني فلاحاً و جندياً، و في كثير من الأحيان كان عليهم البقاء في الخارج لفترة طويلة لخوض الحرب ولدى عودتهم يجدون أن مزارعهم أفلست، في ظل هذه الظروف كان هناك حل واحد فقط : بيع المزرعة و الانتقال من الريف إلى المدينة.

كانت المدن الإيطالية تنمو بسرعة، وتم استبدال المزارع الصغيرة بمزارع كبيرة يعمل بها العبيد الذين لم يتم تجنيدهم للخدمة العسكرية، في هذه الفترة استعمل الأغنياء من الرومان الإقناع أو القوة لشراء أو الاستيلاء على الممتلكات المجاورة لهم، وقد وصل عدد العبيد في البلاد إلى نسب كبيرة في حين أن الشعب الإيطالي كان يعاني من انخفاض عدد السكان ونقص الرجال، الذين تأكلوا بسبب الفقر و الضرائب و الخدمة العسكرية.

وبهذه الطريقة أصبح الريف مزدحما بالعبيد عادة أسرى الحرب، لكن غالبا ما تم شرائهم بواسطة تجار الرقيق الذين بدورهم اشتروهم من القراصنة وقدرت أعداد العبيد آنذاك بحوالي مليونين من العبيد في المقابل كان يبلغ سكان إيطاليا ستة ملايين، وقد إظطر الأسرى الأقوياء للقتال كمصارعين في الحلبة، و قد أحب الرومان هذا المشهد الدموي حقا.

سبارتكوس : العبد الروماني و المصارع، وزعيم ثورة العبيد الشهيرة.

لا يعرف الكثير عن السنوات الأولى من حياة سبارتكوس، غير أنه ولد في تراقيا (منطقة تاريخية وجغرافية في جنوب شرق البلقان تضم شمال شرق اليونان وجنوب بلغاريا وتركيا الأوروبية )، من القبائل البدوية كان أسير حرب خدم لفترة كجندي مع الرومان، قبل أن يهرب و يصبح سجينا بعد ذالك ومن ثم بيع كمصارع.
سبارتكوس : العبد الروماني و المصارع، وزعيم ثورة العبيد الشهيرة

تدرب سبارتكوس في مدرسة لودوس بالقرب من كابوا التابعة لنتولوس باتياتوس، وكان من مصارعي الوزن الثقيل.

التمرد

هرب سبارتاكوس عام 73 قبل الميلاد بالإضافة إلى 70 عبدا، صادرو العديد من الأسلحة والدروع أثناء هروبهم، ونهبوا المنطقة المحيطة بكابوا، ثم اتخدوا موقعا أكثر حصانة في جبل فيزوف القريب.

وعرف عصيانهم بحرب العبيد الثالثة، ومن تم  إختاره العبيد إلى جانب  كريكسوس و أنميوس و جانيكوس ليكونوا كقادة لهم، هذه المجموعة كانت متجانسة اختاروا هم بدروهم سبارتكوس كزعيم لهم.

 وبقيادة جيش من العبيد الهاربين هزم سبارتكوس سلسلة من الهجمات الرومانية، فرد الإمبراطورية الرومانية كان غير متناسب مع حجم خطر ثورة الرقيق والمصارعين نتيجة لان معظم القوات كانت تخمد ثورة في هيسبانيا ولان السياسيين الرومان كانوا ينظرون الي ما حدث باستهانة أكثر من انه أمر يحتاج إلى تخطيط وقوات حربيه، فتم إرسال قوات عسكرية بقيادة غايوس كلاوديوس غلابر، الذي قام بمحاصرة سبارتكوس في معسكره في جبل فيزوف، متوقعاً أن يجبر الحصار سبارتاكوس على الاستسلام، ولكن الأخير قام باستخدام الأشجار لعمل حبال والنزول بها و استطاع مهاجمة المعسكر الروماني، وأن يبيد أغلب القوة المهاجمة.

فيما بعد أرسلت روما حملة ثانية لقمع التمرد هذه المرة بقيادة البريتور القاضي بوبليوس فارينيوس، لكنها هزمت من قبل سبارتاكوس ومجموعة العبيد الذين معه، وأسر قائد الحملة وقتل أغلب الجنود، وتم الاستيلاء على أغلب الأسلحة الرومانية .

وبسبب هذه النجاحات توافد إلى قوات سبارتاكوس الكثير من العبيد والرعاة في المنطقة، حيث زاد عدد رجاله عن السبعين ألف، أثبتت المعارك التي خاضها سبارتاكوس أنه صاحب تكتيك في قيادة المعارك، مما يشير أن لديه خبرة عسكرية سابقة، على الرغم من افتقار رجاله للتدريب العسكري والمعدات العسكرية.

بين عام 73-72 قبل الميلاد، أمضوا هذه الفترة بالتدريب وتسليح المجندين الجدد، كما استولوا على البلدات التالية نوسيرا إنفيريوري ونولا وثوري وميتابونتو، في ربيع عام 72، أرسلت روما قوات عسكرية تحت قيادة كل من القائدين لوسيوس جيليوس بوبليكولا وغنايوس كورنيليوس لينتولوس كلوديانوس.

في البداية تمكنت القوات الرومانية من هزيمة قوات المتمردين التي كانت بقيادة كريكسوس، ولكن فيما بعد انتصر عليها سبارتاكوس وذلك حسب الكاتبين آبيان وبلوتارخ.

المعركة الأخيرة

بدأت الإدارة في روما الآن في أخذ التهديد من سبارتاكوس على محمل الجد وقاد السياسي الروماني والجنرال ماركوس ليكينيوس كراسوس وهو أغنى رجل في روما، فقد تطوع لإنهاء التمرد وتم تزويده بثمانية فرق، تضم حوالي 40ألف جندي روماني مدربين،وفي أوائل 71 قبل الميلاد، نشر كراسوس ستة فرق على حدود المنطقة التي انسحب إليها سبارتاكوس وأتباعه وهي في جنوب إيطاليا، كان بالإضافة إلى كراسوس كان هناك الضابط الأعلى موميوس حيث تسرع بمهاجمة قوات المتمردين ولكنه هزم الأمر الذي أغضب كراسوس وقام بمعاقبة الجنود المهزومين بقسوة، حيث قام كل عشرة جنود بقتل رفيق لهم.

على الرغم من ذلك فيما بعد، حققت قوات كراسوس العديد من الانتصارات على قوات سبارتاكوس، مما اضطر الأخير إلى الانسحاب لأقصى الجنوب إلى منطقة ريجيوم (ريجيو كالابريا) وذلك عبر منطقة لوكانيا.

فيما بعد عقد سبارتاكوس صفقة مع القراصنة لنقل حوالي 2000 من رجاله إلى صقلية، وذلك حسب ما أورده الكاتب بلوتارخ، لكنه تعرض للخيانة من قبل القراصنة الذين أخذوا المال وتخلو عنه، تقول بعض المصادر أن المتمردون حاولوا بناء السفن للعبور إلى صقلية، ولكنهم لم ينجحوا.

فيما بعد تراجعت قوات سبارتاكوس نحو ريجيوم وعلى الرغم من الهجمات التي شنّها المتمردون على قوات كراسوس، تمكن الأخير من فرض الحصار عليهم وقطع الامدادات عنهم، وفي هذه الأثناء حاول سبارتاكوس التوصل لاتفاق مع كراسوس، لكن الأخير رفض ذلك مما أدى إلى فرار جزء من قوات سبارتاكوس نحو الجبال الواقعة غرب بيتيليا في بروتيوم.

حيث قامت بعض فرق الجيش الروماني باللحاق بهم، والقبض على مجموعة المتمردين الذين انفصلوا عن قوات سبارتاكوس الرئيسية، في عام 71 قبل الميلاد، وفي إقليم سينتركيا الحالي وهي منطقة تقع على الضفة اليمنى لنهر سيلي، هذه المنطقة شهدت هزيمة سبارتاكوس في معركته الأخيرة ومقتله ،كما تم القضاء على معظم قواته،..

ويقال أن ماركوس كراسوس أقام الصلبان على طول الطريق من روما إلى كابواوقد علّق عليها الآلاف من الذين بقوا على قيد الحياة إثر المعركة، ليكونوا عبرة للآخرين.

وفاة سبارتاكوس

بحسب كل من بلوتارخ وآبيان وفلوروس، إن سبارتاكوس قد قتل في 71 قبل الميلاد أثناء معركته الأخيرة في إقليم سنتركيا الحالي، لكن آبيان يؤكد أنه لم يتم العثور على جثته.