إعتقال حسني مبارك في صحراء المغرب 8 أكتوبر 1963

إعتقال حسني مبارك في صحراء المغرب 8 أكتوبر 1963

إعتقال حسني مبارك في صحراء المغرب 8 أكتوبر 1963


  8 أكتوبر 1963

وفي الصباح الباكر، الجزائر خانت العهد وهجمت بالقوة العسكرية على منطقة "حاسي بيضا" المغربية ، الشيء الذي دفع المغرب للرد وفجأة بدأت المواجهة العسكرية بين البلدين بما يسمى ب "حرب الرمال" ، كانت الحرب ترجمة خفية للصراع الذي كان بين المعسكر الاشتراكي و المعسكر الرأسمالي الغربي آنذاك، فقد ساندت أمريكا عسكريا و سياسيا المغرب ، بينما ساند الإتحاد السوفيتي الجزائر عن طريق مصر الناصرية حسب وثائق KGB.

فقد كان جمال عبد الناصر وكل المتأثرين بانقلاب الضباط الأحرار يكنون العداء للأنظمة الملكية ، في ظل هذه المعمعة سيجد شاب مصري من المنوفية نفسه سجينا في غياهب سجن "دار المقري" .

 القيادة المصرية انخرطت في حرب ليس لا دخل لها بها فقط العداء للنظام الملكي المغربي كان المحرك ، المساندة المصرية للجزائر كانت بألف مقاتل من فرق النخبة المصرية مع كتيبة مدفعية بكامل تسليحها ، وتشكيل جوي خاص من أحدث الطائرات السوفيتية الصنع من عند الدب الشرقي ، والكلام هنا على 10 طائرات نفاثة مقاتلة من طراز "ميج 19 ميكويان جيروفيتش" ، بالإضافة لخمسة طيارين هم الأمهر في دفعتهم ولهم معرفة واسعة بالعتاد السوفيتي وكان من ضمن هؤلاء الطيارين الطيار محمد حسني مبارك .
إعتقال حسني مبارك في صحراء المغرب 8 أكتوبر 1963
ميج 19 ميكويان جيروفيتش


نزل الطيارون الخمس في مطار الجزائر وتم نقلهم مباشرة للقاعدة الجوية الغربية التي كانت بالمقربة من جبهات القتال على طول خط تيندوف بشار و حاسي بيضا ، بعد وصولهم وجدوا الطيارون الخمسة أن  القادة الجزائريين قد أعدوا لهم طائرات عمودية قديمة صدئة ، رغم ذالك إظطر الطيارون المصريون إلى استعمال الطائرات في أول مهمة استطلاعية فوق خطوط الاشتباك ، كان مع الخمسة الطيارين المصريين قائد من مجلس قيادة الثورة الجزائرية أثناء المهمة الاستطلاعية فوق تندوف تحديدا ، ظلت المروحية فارتفاع منخفض بغرض التمويه لكي لا تلتقطها الرادارات المغربية ، غير أن سخرية القدر جعلت من هذه المهمة الاستطلاعية الأولى أن تكون الأخيرة لأن المروحية وقع بها عطل و إظطرت للقيام بنزول إظطراري  في واحة محاميد الغزلان المغربية . 

إعتقال حسني مبارك

السكان المحليون بواحة محاميد الغزلان علموا أن المروحية تابعة للعدو فقاموا باعتقال كل من الضباط الخمس وعلى رأسهم حسني مبارك ، وحضرت المخابرات المغربية ، لتأخذ ضيوفها الكرام نحو دار الضيافة ب سجن دار المقري السيئ السمعة ، لتبدأ معهم التحقيقات ، لكن المعتقلين رفضوا الإدلاء بأي معلومة مستندين باتفاق جنيف المتعلق بأسرى الحرب ، إلا حسني مبارك الذي اعترف و أقر بكل ما يعلمه و أثبت تورط مصر في حرب الرمال .

الأسرى المصريين ظلوا في سجن دار المقري طوال فترة الحرب حتى قررالملك الحسن الثاني الإعفاء عنهم ، لكن بطريقته الخاصة حيت قام بإرسالهم في طائرة مصرية ولحق بهم في زيارة رسمية وسلمهم بيديه لجمال عبد الناصر ، ليفتح صفحة جديدة بين الجمهورية المصرية و المملكة المغربية .