المساعدات الصينية لمواجهة كورونا.. هل وراءها أغراض خفية؟

المساعدات الصينية لمواجهة كورونا.. هل وراءها أغراض خفية؟


دول أوروبية تستغيث بسبب وباء كورونا ( كوفيد 19 ) و الاتحاد الأوروبي يقف عاجزا، أما الحليف التقليدي واشنطن فقد أدار ظهره، هنا تظهر دولة في رداء المنقذ " الصين ".

ألكسندر فوتشيتش الرئيس الصربي
التضامن الدولي غير موجود، التضامن الأوروبي غير موجود كان ذالك قصة خيالية على الورق، نتوقع الكثير ولدينا آمال كبيرة في الدولة الوحيدة التي تستطيع مساعدتنا في هذا الوقت العصيب وهي جمهورية الصين.
نبرة قاسية للتعبير عن خيبة الأمل في دور الاتحاد الأوروبي، خلال إحدى أكبر الأزمات التي تعصف بالقارة العجوز مع تفشي وباء كورونا.

إيطاليا أكبر المتضررين الحالين عالميا من الوباء طلبت المساعدة من دول الاتحاد الأوروبي، لكن دون استجابة.

سفير ايطاليا لدى الاتحاد الأوروبي ماوريتسو ماساري قال إن بلاده  تركت وحيدة في مواجهة الوباء.

استغاثة إيطالي وجدت آذانا صاغية على بعد آلاف الكيلومترات، سارعت بيجين إلى إرسال طواقم  الخبراء و أطنان من المستلزمات الطبيبة ليس إلى إيطاليا وحدها، بل إلى إسبانيا و فرنسا وصربيا ودول أخرى حول العالم.

المساعدات أتت من الحكومة بالإضافة إلى الملياردير الصيني جاك ما وشركة هواوي العملاقة: فما الذي تستفيده الصين من تقديم المساعدات ؟.

الوجه الآخر للمساعدات الصينية 

الوجه الآخر للمساعدات الصينية

خطوة بيجين للمساعدة لها تأثير دبلوماسي واسع النطاق إلى درجة أنها سميت " دبلوماسية الكمامات " إذ يرى المحللون أن الصين تسعى لاستغلال التوترات الحالية بين الدول لتوثيق علاقتها مع أوروبا.

المصدر : فايننشال تايمز

ففي الوقت الذي تخلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية عن مساعدة أوروبا، دخلت الصين على الخط لتظهر في صورة الزعيم الدولي المسؤول ولتحسن صورتها أمام العالم بكسب العقول والقلوب وهذا يعني مزيدا من الحلفاء، هذه المساعدات تتيح للصين فرصة الدخول و التعرف على أنظمة البنية التحتية المهمة لهذه الدول.

المصدر : thediplomat.com

الصين أيضا كثفت انتقاداتها لغريمتها الولايات المتحدة الأمريكية لعدم اضطلاعها بدور ريادي خلال الأزمة وهو ما يساعد على ترسيخ صورة الصين باعتبارها قوة قوة دولية صاعدة.

 انتقاد الصين للولايات المتحدة أسهم في زيادة حدة التوتر والتراشق بالتصريحات بين البلدين، ترامب مثلا يصر على تسمية الفيروس ب " الفيروس الصيني " و الصين ترد من جهتها :

غينغ شوانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية 
نحت الولايات المتحدة الأمريكية على خلع نظاراتها الأيديولوجية الملونة وعلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة و التفكير الصفري وعلى أن تتخذ المزيد من الخطوات التي تقود إلى الثقة المتبادلة والتعاون بين الصين و الولايات المتحدة. 
وعلى ذكر الحرب الباردة دعونا نطلعكم على استخدام المساعدات لخدمة أهداف سياسية و دبلوماسية :

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مثلا قررت الولايات المتحدة مساعدة دول أوربية خرجت متضررة من الحرب في واحدة من أكبر خطط الإعانات " خطة مارشال "، وهي خطة خدمت المصالح الأمريكية و ساعدت واشنطن في بسط قوتها والوقوف في وجه المد الشيوعي في أوروبا.

المصدر : المعهد الأمريكي لدراسة السياسات 

ومازالت الولايات المتحدة تستعمل المساعدات غطاء لعزيز مصالحها في عدد من الدول وبهذا صارت المساعدات تدخل في إطار ما يسمى ب " القوة الناعمة ".

المصدر : مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي 

الصين بدأت استخدام هذا النوع من القوة مع نهاية القرن ال20 وركزت وقتها على مد نفوذها جنوب شرق آسيا لإبعاد واشنطن عن الساحة واستقطاب دول لا تجمعها علاقة جيدة بالولايات المتحدة.